هل تشعر بأن خصوصيتك مهددة لو شاهدت معلوماتك الشخصية تستخدم لأغراض لم تسمح بها؟ على الأرجح فإن الجواب هو «نعم»، وهو ما شعر به قسم كبير من 175 مليون مشترك بموقع الشبكات الاجتماعية «فيسبوك» نظرا لتغيير الموقع شروط وأحكام الاشتراك في الشهر الحالي، لتنص على أن أي نوع من المعلومات يحمّله المستخدم إلى أجهزة الموقع، سواء كانت نصوصا أو صورا أو عروض فيديو أو ملفات صوتية أو روابط لمواقع أو رسائل شخصية أو أي شيء آخر تنشره أو تشارك به عبر خدمة الموقع، يمكن للموقع استخدامه في أي وقت ولأي سبب، ومن دون أن يخبرك بذلك. وعلى ذلك، فإنه يمكن للموقع استخدام اسمك وصورك في الإعلانات، أو الكتيبات الصغيرة، أو حتى تعديل الصور إن كان ذلك مناسبا لأهداف الموقع التجارية. وبالطبع، فإن صور المستخدمين الشخصية، خاصة العائلية منها، ستشعرهم بأن خصوصياتهم منتهكة. ولو كان مستخدمو «فيسبوك» سكان دولة ما، لكانت سادس أكبر دولة في العالم من حيث التعداد.
وعلى الرغم من أن شروط الخدمة تصرح بأن الموقع لن يمتلك هذه المعلومات، فإن الشروط واسعة لدرجة يمكن فيها اعتبار الموقع هو المالك الرقمي لأي محتوى موجود فيه، ولا يحق للمستخدم المطالبة بأي تعويضات مالية لقاء ذلك. وكمثال على درجة اتساع الشروط، فإن وضع المستخدم رابطا يأخذ من ينقر عليه إلى موقع آخر يحتوي على صور أو عروض فيديو خاصة بالمستخدم، يمكن لـ«فيسبوك» استخدام تلك الصور أو العروض في أي شكل يراه الموقع مناسبا، ومن دون سابق إنذار أو الحصول على إذن مسبق من المستخدم. ومن الواضح أن الاستملاك الرقمي هذا يجعل من شروط وأحكام الخدمة خرقا واضحا لخصوصيات المستخدمين.
ومن المخيف أن يعلم المستخدم بأن أخبار مدوناته التي يمكن ربطتها بموقع «فيسبوك» قد تكون ملكا للموقع ويمكن استخدامها لأغراض تجارية أو في الحملات الإعلامية. وتصرح الشروط والأحكام بأن الموقع لا يستطيع استخدام معلومات المستخدم الجديدة (مثل الصور أو المضافة إلى مواقع أخرى أو المدونات المربوطة على صفحات «فيسبوك») بعد الانسحاب من الخدمة، إلا أن المعلومات السابقة (مثل الرسائل أو الصور المخزنة على أجهزة الموقع نفسه) تبقى مباحة للموقع، ولا يمكن إزالتها بعد الانسحاب.
ويمكن للموقع مثلا معرفة اسم بلد يريد المستخدم السفر إليه، بعد كتابة المستخدم ذلك على صفحة أحد الأصدقاء أو على صفحته الخاصة، وإيصال هذه المعلومة إلى شركة أو فندق في ذلك البلد، لتبدأ الشركة أو الفندق بإرسال الرسائل للمستخدم على بريده الإلكتروني أو إلى صفحته في الموقع، أو حتى ترك كتيبات ومنشورات له في فندقه إن تجرأ المستخدم وذكر اسم الفندق الذي يريد النزول فيه خلال تلك الرحلة. ويرى كثير من المستخدمين أن مشاركة المعلومات الخاصة مع الآخرين، والسماح لموقع ما بمشاركة هذه المعلومات مع أي طرف آخر من دون الحصول على إذن منهم يعتبر تجسسا صريحا، وسيجعل المستخدم يفكر كثيرا قبل القيام بأي عمل على الموقع، خوفا من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن ذلك.
_________________
كـــــل عـــــــــام وأنتــــــــم بخــــــــــــير