أعلنت شركة E Ink، التي قامت بتصنيع شاشة أبيض وأسود لجهاز القراءة الإلكترونية “كيندل” “Kindle” الخاص بشركة أمازون Amazon .com، عزمها بيع شاشات يمكنها العرض بالألوان، وذلك للمحافظة على مكانة أول قارئ إلكتروني في مواجهة شرسة مع “آي باد” من أبل .


تُعرف التقنية الجديدة باسم E Ink Triton، والتي يتم من خلالها عرض نحو 16 درجة من درجات اللون الرمادي، إضافةً إلى الآلاف من الألوان . ومثلما هو الحال مع شاشات E Ink، يمكن للأشخاص القراءة في أي مكان من دون الحاجة إلى التحديق والتركيز الشديد .


ولم تُجِب شركة أمازون عن التساؤلات التي أُثيرت يوم الثلاثاء حول إذا ما كانت هناك نية لإنتاج جهاز كيندل ملوّن أم لا .


وعلى الرغم من عدم إنكار شركة أمازون لفكرة شاشات كيندل الملوّنة، إلا أنها أكدت أن التقنية غير ملائمة للعرض في الوقت الحالي .


حتى بالألوان، فإن شركة E Ink تقدم حلولاً مشتركة . فمن ناحية، تتميز القارئات الإلكترونية بشاشات E Ink بعمر أطول للبطارية من تلك المزوّدة بشاشات LCD عاكسة، مثل جهاز آي باد الخاص بشركة أبل . ومع ذلك، ستظهر الألوان مخفّفة على شاشات E Ink، كما لا يمكن لتقنية E Ink تشغيل مقاطع الفيديو مثلما يحدث في جهاز آي باد والأجهزة اللوحية الأخرى .


كما سيتم إنتاج أول قاريء إلكتروني بشاشة E Ink ملوّنة من خلال شركة التصنيع الصينية Hanvon وستكون شاشة القارئ الإلكتروني بقياس قطري 7 .9 بوصة، كما يمكن للقارئات الإلكترونية الاتصال بالإنترنت من خلال اتصال واي فاي أو اتصال 3 خلوي . ومن المتوقع أن يتم طرحه للبيع في الأسواق بسعر 440 دولارا .


وقد صرّحت شركة Hanvon، التي تبيع منتجات أخرى مثل الأجهزة اللوحية في المتاجر الأمريكية، باحتمال طرح القارئ الإلكتروني الجديد للبيع في الولايات المتحدة .


بالمقابل، كشفت بارنز آند نوبل النقاب عن القارئ الإلكتروني الملون “نوك”، الذي يعمل باللمس بالكثير عن منافسيه مثل كيندل الذي طرحته شركة “أمازون” .


يمكن أن يُستخدم الجهاز في قراءة الكتب، والمجلات، والجرائد، ومجموعة كبيرة من كتب الأطفال . كما أنه يتميز ببعض الميزات الموجودة في جهاز آيبود الذي تنتجه شركة أبل مع وجود المزيد من الألعاب، وإمكانية تصفح الويب، وتشغيل الموسيقا، وتطبيق المتجر الخاص به . وبالطبع، فهو مثل الإصدارات القديمة يعمل بنظام التشغيل أندرويد الخاص بشركة جوجل .


وقد أوضحت شركة “بارنز آند نوبل”، التي أعلنت رسمياً عن الجهاز يوم الثلاثاء، أنها ستبدأ في قبول طلبات الحصول على الجهاز عبر الإنترنت وفي المتاجر يوم الأربعاء وستبدأ في إرساله في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني .


وعلّق مايكل نوريس، محلل بمؤسسة “سيمبا إنفورميشن”، “أعتقد أن “بارنز آند نوبل” قامت بشيء مميز من خلال تقديمها لهذا القارئ الإلكتروني الخاص بها بدلاً من تقديم نسخة أرخص من جهاز آي باد” وأضاف “كما أنه يركز على تجربة القراءة ذاتها” .


ومن المتوقع أن تعود القارئات الإلكترونية مرة أخرى لتصبح هدايا عطلة شائعة، لكن زادت المنافسة خلال العام الماضي- خاصةً بعد إطلاق شركة “أبل” لجهاز آي باد في شهر إبريل/نيسان . ومن المتوقع أن تظهر طرز جديدة وتقل الأسعار مع وجود جهاز كيندل من موقع أمازون دوت كوم، إضافةً إلى العروض الجديدة من كوبو، وسوني وغيرهما، التي ستنافس جهاز آي باد وأجهزة الكمبيوتر اللوحية الأخرى .


ويتمتع جهاز نوك الملوّن بالعديد من الميزات من بينها إمكانية العرض الملوّن على الشاشة الجديدة قياس 7 بوصات؛ وذلك في الوقت الذي توفر فيه الإصدارات الأقدم الألوان في الجزء السفلي فقط من الشاشة المزدوجة . كما أنه خفيف الوزن حيث يصل وزنه إلى رطل مما يجعل مسكه في اليد سهلاً مع مسك كوب من القهوة في اليد الأخرى . كما تعمل البطارية الموجودة فيه نحو 8 ساعات بين كل عملية شحن .


كما تقدم شركة “بارنز آند نوبل” الكثير من الكتب الرقمية مع جهاز نوك، من بينها أكثر من 12 ألف كتاب جديد للأطفال .


ويصل سعر جهاز نوك الملوّن إلى 249 دولاراً، وهو بذلك أغلى بحوالي 50 دولاراً عن أغلى أجهزة نوك المتوفرة في الأسواق . كما أنه أغلى من جهاز كيندل الخاص بشركة أمازون والذي يتم بيعه بما يتراوح بين 139 دولاراً و189 دولاراً . لكنه أرخص كثيراً من جهاز آي باد الذي يبدأ سعره من 499 دولاراً، وقد يعمل ذلك على جذب المستهلكين .


وعلّق نوريس “إن ما يقومون به هو تقديم منتج لا يجعل المستهلكين يفكرون في إمكانية دفع مبلغ أكبر قليلاً ويحصلون على جهاز آي باد” .


وقد علّق جيمس ماكيفي، محلل في مؤسسة “فورستر للأبحاث” قائلاً “إن جهاز نوك الملوّن لا يهدد كيندل أو آي باد أو أي جهاز آخر- لكنه بالرغم من ذلك يضمن لشركة “بارنز آند نوبل” الحصول على نصيب في أسواق القارئات الإلكترونية والأجهزة اللوحية المزدهرة” .


وقد أعرب جيمس عن اندهاشه من أن تصبح “بارنز آند نوبلز” في المقدمة بتقديمها قارئاً إلكترونياً ملوّناً، حيث كان يتوقع أن تكون سوني أو أمازون من تقوم بذلك . كما أن الأمر أصبح صعباً بالنسبة لبائعي الكتب بسبب تزايد نسبة مبيعات جهاز نوك .


وعلّق جيمس “إنني أرى أنهم يعقدون الكثير من الآمال عليه، فقد بدأ يشبه الفارس ذا الدرع البرّاق الذي يحب بائعو التجزئة النظر إليه فوق الحصان”، ومن الواضح اهتمام العديد من صانعي القارئات الإلكترونية بزيادة المنافسة، فقد أعلن موقع “بوردرز”، الذي يقدم العديد من القارئات الإلكترونية عبر الإنترنت وفي المتاجر، عن وجود بعض العروض التي تستمر حتى نهاية الأسبوع . ويمكن للمتسوقين توفير نحو 30 دولاراً عند شراء بعض القارئات من خلال الشحن المجاني للطلبات التي تتم عبر الإنترنت، أو يمكنهم الحصول على بطاقة هدايا بقيمة 25 دولاراً عند شراء جهاز الكمبيوتر اللوحي كروز الخاص بشركة “فيلوسيتي مايكرو”، أو كتب إلكترونية مجانية عند تقديم طلب مسبق بالحصول على أحد أجهزة كوبو وخصم 20% على ملحقات القارئ الإلكتروني .


كما صرحت شركة “أمازون” الأسبوع الماضي بأنها ستسمح لمالكي الكتب الإلكترونية في بدء استعارة الكتب بنهاية هذا العام، وهي خدمة مماثلة لتلك التي تقدمها شركة “بارنز آند نوبلز” .


ويتوافر جهاز كيندل من “أمازون” في متاجر بست باي، وتارجت، ووول مارت، بالإضافة إلى موقع أمازون دوت كوم . كما يتوافر جهاز نوك في متاجر بست باي ووول مارت، وقريباً في بوكس إيه ميليون، إضافةً إلى متاجر “بارنز آند نوبل” .


ويعقد بائعو الكتب التقليديون مثل “بارنز آند نوبل” و”بوردرز” آمالهم على القارئات الإلكترونية الخاصة بهم . وقد توقعت شركة “يانكي جروب” المتخصصة في الأبحاث التقنية أن يتم بيع نحو 6 ملايين وحدة في عام 2010 وازدياد نسبة المبيعات في السوق إلى 5 .2 مليار دولار بحلول عام 2013 .


من جهتها، كشفت شركة “هوليت- باكارد” “إتش بي) النقاب عن جهاز كمبيوتر لوحي يعمل بنظام التشغيل ويندوز ومزوّد بشاشة تعمل باللمس، إنه جهاز مصمّم من أجل المحترفين . ويُعد هذا الجهاز مدخلاً مميّزاً إلى السوق الذي تسيطر عليه شركة آبل من خلال جهاز آي باد الخاص بها .


ويتميز جهاز Slate 500 من إتش بي، الذي يتمتع بشاشة ذات قياس 9 .8 بوصة (6 .22 سسنتيمتر) بأنه أصغر من جهاز آي باد الذي يتمتع بشاشة ذات قياس 7 .9 بوصة (6 .24 سم)، كما يبلغ سعره نحو 800 دولار، وهو نفس سعر جهاز آي باد الفريد من نوعه .


وعلى العكس من جهاز آي باد الذي يستهدف فئة المستهلكين العاديين، فإن “إتش بي” توجّه جهازها نحو عملاء الأعمال، فقد تم تصميمه للتعامل مع المستندات، وجداول البيانات، والتطبيقات الخاصة بشركة مايكروسوفت .


وقد وصفت “إتش بي” جهاز Slate 500 اللوحي بأنه “جهاز كمبيوتر مثالي للمحترفين الذين لا يعملون من خلال المكاتب التقليدية، والذين يجب أن يستمر عملهم وإنتاجهم في ظل بيئة آمنة يمكن التعامل من خلالها مع ويندوز” .


وأضافت “كما أن قدرته على دمج تطبيقات العمل المُخصّصة بسهولة جعلته يختلف عن غيره من الأجهزة، كما أنه يعزّز خبرة المستهلك ويحافظ على وقت عملاء إتش بي” .


ويزن جهاز Slate 500 اللوحي نحو 5 .1 رطل (68 .0 كيلو)، وهو نفس وزن جهاز آي باد، كما أنه يعمل بنظام التشغيل ويندوز ،7 وهو أحدث إصدار من نظام تشغيل أجهزة الكمبيوتر الخاص بشركة “مايكروسوفت” .


ويتميز هذا الجهاز بوجود كاميرتين- إحداهما ثابتة والأخرى للفيديو- ومنفذUSB يتيح للمستخدم إمكانية توصيل لوحة مفاتيح أو ماوس أو طابعة .


ويوفر جهازSlate 500 اللوحي اتصالWi-Fi إلى الإنترنت، لكنه لا يوفر الوصول الخلوي للجيل الثالث . وسيكون متوفراً خلال الفترة الحالية داخل الولايات المتحدة فقط .


يصل عمر بطارية الجهاز إلى خمس ساعات، كما أنه مزوّد بأداة رقمية للكتابة تتيح للمستخدمين كتابة الملاحظات مباشرةً على الشاشة .


ومن اللافت للنظر قيام شركة “إتش بي” بإزاحة الستار عن جهاز Slate 500 اللوحي بعد يومين فقط من إعلان شركة “سامسونج” في يوم 11 نوفمبر عن منتجها المنافس لجهاز آي باد، الجهاز اللوحي Galaxy Tab، داخل الولايات المتحدة بسعر 600 دولار . ويتمتع جهاز Galaxy Tab، الذي يعمل من خلال برنامج أندرويد الخاص بجوجل، بشاشة لمس ذات قياس 7 بوصات (18 سنتيمتراً) .


وقد انتقد ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، هذه الأجهزة اللوحية ذات قياس 7 بوصات قائلاً بأن الشاشة صغيرة جداً، ومن ثمّ لن تحقق تلك الأجهزة النجاح المطلوب .


ووفقاً للتقرير الوارد عن شركة “جارتنر” لأبحاث السوق، فمن المتوقع أن ترتفع نسبة مبيعات أجهزة الكمبيوتر اللوحية من 20 مليون وحدة هذا العام إلى 55 مليون وحدة خلال العام المقبل .


يذكر أن شركة “أبل” تمكّنت من بيع 2 .4 مليون وحدة من أجهزة آي باد خلال الربع الأخير .